Saturday, June 06, 2009

مختل

(( مختل ))
انتهيت لتوى من تبديل الاطار التالف وتركيب الاطارالاحتياطى .....لم يكن امرا شاقا ...لكن الظلام جعله كذلك اعدت الاطار التالف الى حقيبة السياره , عدم وجود بطاريه كاشفه جعل البحث عن ادوات فك الاطار عسيرا اغلقت حقيبه السياره وعدت الى مقعدى لاصطدم اثناء ركوبى بالقائم المعدنى المستخدم فى فك الاطار ملقى على الارض لم يكن ينقصنى سوى هذا الاطار اللعين فى هذه الليله المرهقه لم اشأء العوده الى الحقيبه ووضعت القائم المعدنى فى التجويف الموجود بالباب المجاور لى واغلقت الباب وادرت السياره واكملت هذا الطريق الذى بدا لى طويلا للغايه هذه المره .

لم اقد على هذا الطريق منذ مده طويله لكننى مازلت اذكر انه طريق سىء للغايه, كان فى بدايته مصحه نفسيه مجاوره لمستشفى يقابلها فى الناحية الاخرى من الطريق محطة بنزين عتيقه لم يكن الجو جيدا ابدا كان الوقت بداية الشتاء تقريبا حين يحلو للجو ان يفاجىء الناس بالامطار كنت اسأل الله الا تمطر حتى انهى هذا الطريق ولكن ...يبدو ان الله لم يستجب لدعائى اذ سرعان ما اسقطت السحب الكثيفه الداكنه مافى جوفها من امطار انهمرت لتغمرالسياره مما اضطرنى لتهدئة السرعه والسير على اقصى يمين الطريق كان طريقا مظلما الا من بعض اعمدة الاناره عند القرى الكبيره المنتشره بطول الطريق ورغم اننى كنت على عجله من امرى الا ان ظروف سقوط المطر بهذه الغزاره جعلنى مضطرا للسير ببطىء شديد خوفا من انزلاق عجلات السياره واذعنت للامر الواقع ...ليله سوداء على مايبدو ...ومايبدو لا ينم عن خير فيما لا يبدو وفجأه ابصرت على جانب الطريق شبح ذو جلباب ابيض يشير الى باستماته للوقوف لم اكن من هواة الوقوف للغرباء على الطريق كما لم اكن من معتادى التصرف بشهامه فى الواقع لكن الوقت المتأخر والامطار الغزيره والطريق المظلم ...كانت عوامل قويه لاجبارى على الوقوف توقفت بالفعل بعده بعدة امطار ثم اشرت له بالركوب سريعا دلف الى السياره مسرعا واغلق الباب بعنف كمن يحاول الهروب من المطر الغزير او كمن يشعر ان المطرسيدخل معه الى السياره ...كان يرتجف ...وكان هذا حقه تماما - انا اسف جدا ...لو سيادتك مسافر فى هذا الاتجاه اريد النزول عند المدينه القادمه ..انها على نفس الطريق الرئيسى قالها وهو يرتعد من البرد ...بدا لى انه واقف منذ مده طويله - تحت امرك ...مافيش مشكله قلتها وانا اتفحص ملامحه التى قام الظلام باخفاء اغلبها لم استطع ان اتبين لون بشرته او ملامحه لكنه كان نحيفا نابت اللحيه بارز عظام الوجه كما انه كان مبلل تماما يحاول ان يمسح يديه المبلله فى ملابسه المبلله متوقعا حدوث تغيير فى ايا منهما, حاولت كسر حاجز الصمت فبادرته بالقول ...- يبدو انك تقف فى المطر منذ فتره انك مبلل تماما اجاب دون ان ينظر نحوى-نعم ...ضروره قصوى فى الواقع اخرجتنى فى هذا الوقت -امنت على رده قائلا - الضرورات القصوى فقط تدفع الانسان للخروج فى مثل هذا الطقس لم يرد ولم يعلق كان يبدو انه يحاول تجنب الدخول فى حديث لكسر ملل الطريق احترمت طلبه غير المعلن وابتلعت لسانى وانا احاول التركيز فى القياده ثم ادرت الراديو على الموجه المحليه وانا انوى الاستماع اليها قائلا -هل تحب سماع بعض الموسيقى ...؟هز رأسه بالايجاب ..ان لا بأس فى ذلك ادرت الراديو على الموجه المحليه وبالفعل انساب صوت الموسيقى الى السياره حاولت الاستمتاع بالصوت المتقطع المنساب من الراديو نتيجة الطقس الردىء مضى بعض الوقت وهوا على صمته وانا استمع الى الموسيقى ولم يبق على المدينه التى يقصدها سوى كيلومترات قليله كنت سعيدا انه سيغادر السياره قريبا كنت اطالع بعض اللافتات على جانب الطريق عندما قطع الموسيقى صوت مذيعه الراديو لتقول(( اعزائى المستمعين ...نعتذر عن قطع الفقره الموسيقيه لهذا النبأ الهام, تمكن مختل عقليا من نزلاءالمصحه النفسيه الموجوده بأطراف المدينه من الهروب عصر اليوم بعد ان غافل اثنين من الحرس وارداهم قتلا وهو خطير للغايه ودموى النزعه لديه نهم شديد لرؤية الدماء وقد يكون مسلحا ..وهو يرتدى ملابس المصحه البيضاء لذا نرجو الابلاغ عنه فور الاشتباه به وقد قامت قوه من ال..................)) كنت استمع الى صوت المذيعه حينما التفت تجاه الراكب جوارى لاجده يحدق فى وجهى وقد اعتدل باتجاهى ثم لمحته يحاول اخراج شىء من جيبه وقد وضع ساعده الايسر ليفصل بينى وبينه بمسافه ثم انتزع هذا الشىء بسرعه وطوح به تجاهى ضغطت فرامل السياره فجأه كرد فعل ...فاندفع جسده الى الامام وطاشت ضربته ..وسقطت من يده اله حاده ووجدتنى انتزع القائم المعدنى المجاور لى فى الباب واوجه به ضربه الى وجه الرجل اصابت عينه فتراجع الى الخلف ولطمنى بيده اليسرى فى فكى اثناء تراجعه للخلف فهويت بالقائم المعدنى على رأسه مباشره هذا المره وتفجرت الدماء من راسه بشده لكنه ظل يقاوم فى شراسه وحاول تطويق رقبتى بكلتا يديه لكننى نجحت فى اصابته على مؤخرة عنقه التى تفجرت منها الدماء ثم تراخت ذراعاه حول رقبتى ثم سقطت عنها فهويت على وجهه مره ثالثه بالقائم المعدنى وسط نزيف دمه على يدى وعلى مقعد السياره بغزاره بدا لى اننى اتصرف بهستريا ..لان الرجل انتهت مقاومته تماما لكن ذلك لم يوقفنى ...كنت اهوى كل مره على جسده واشاهد الدم يتناثر فى استمتاع حقيقى ثم انفجرت ضاحكا بصوت عالى ملىء ارجاء السياره وانا اقول :
من اخبر هؤلاء الملاعين اننى اعشق رؤيه الدماء .....؟؟؟؟