Friday, July 31, 2009

الكوميديا .... الوزاريه


وعلى غرار ما يفعله المفلسون فكريا ..قررت ان اسلك طريقى الى المجد والشهره بأقصر المسافات
فعندما اصبحت على يقين من اننى لن استطيع ان اكون اديبا او روائيا جيدا مهما حاولت جائتنى هذه الفكره الجهنيمه فعلى الرغم من انها نمطيه للغايه الا اننى رأيتها طريقا سهلا وسريعا للشهره والمجد فبدلا من ان ارهق نفسى فى تأليف عمل ادبى او روائى ضخم سيستنزف منى الوقت والمجهود ولن يحظى حتى باحترام عم خليل البواب قررت ان اسرق اى عمل روائى شهير وان اقوم بتعريبه ثم تمصيره ثم اعبث ببعض والاسماء والاماكن ويصبح من ابداعى .ثم ادعى اننى له مبدعا وانه من قريحتى متفتقا..مدارس الادب العالمى تحشد بالكثير من الاعمال الصالحه للسرقه يمكننى ان اسرق عملا لديستوفسكى او دوماس او ماركيز ....لن يستلزم الامر الكثير من العناء اذا كان اسم البطل لويس او فرناندو او يفجينى فاليكن مصطفى او اسماعيل او الحاج الشربينى على عبده الشربينى ولو كان مسرح الاحداث هو موسكو او روما او باريس فاليصبح بركة السبع او اخميم او مركز شباب البر التانى لكننى وبعد تفكير عميق ...قررت ان اسلب العزيز دانتى اروع انتاجاته ..الكوميديا الالهيه
وبدلا من ان اجعل الابطال فى الروايه الهة الاغريق كما كان دانتى يرغب ...جعلتهم الهة هذا الزمان.... الساده الوزراء
تدور احداث رواية دانتى عن ان زيوس ملك الالهه قد قرر ان يعاقب ابناؤه من الالهه المستهترين العابثين بالبشر بأن يهبطوا يوما من الاوليمب الاعلى الى الارض ليكابدوا ويعانوا مما يعانى منه البشر لمدة يوم واحد بلا صلاحيات الهيه ...كبشر ..مجرد بشر لذا فان احداث روايتى تدور عن الساده الوزراء عندما ينزلوا الى الشارع المصرى لمدة يوم واحد كبشر عاديين بدون صلاحيات وزاريه ليقاسوا ما يقاسى منه المواطن المصرى البسيط .... واليكم ابداعى الادبى
تدور احداث الفصل الاول من الروايه عن السيد وزير الصحه فى هيئه امرأه طاعنه فى السن تحاول ان تزج بنفسها فى غرفه لا تزيد مساحتها عن خمسين مترا كائنه فى هيئه العلاج على نفقة الدوله لكى تحصل على عدد من حقن الانسولين المدعم الذى تقدمه الدوله لمعدومى الدخل .السيد الوزير فى تلك الهيئه وجد نفسه فجأه فى تلك الغرفه مع اكثر من الف بنى ادم سقط بينهم وداسته الاقدام ولم يأخذ اى شىء تقريبا سوى شىء واحد لكننى اعجز عن ذكره نظرا لخوفى من مقص الرقيب.
الفصل الثانى تدور احداثه عن السيد وزير التموين والتضامن الاجتماعى فى هيئة فتاه فى الرابعه عشر تقف فى طابور عيش امام فرن بلدى يقع فى بولاق الدكرور الساعه العشره صباحا .السيد الوزير وجد نفسه يتعرض للنهش والهبش من الساده الواقفين فى الطابور الذى كان طوله يقل قليلا عن طول النهر الخالد , السيد الوزير كاد يغمى عليه من الوقوف وكاد يسقط على الارض لولا ان بادر احد الشباب الواقفين بمساعدته حاملا السيد الوزير على احد اصابعه فقط ... نعم لقد نجح هذا الشاب الشهم فى مساعدة الوزير على الوقوف بأصبع واحد فقط
الفصل الثالث السيد وزير الاسكان فى هيئة شاب فى الثلاثين من عمره يفيض نشاطا وحيويه وقد وقف امام احد الموظفين فى احدي مديريات الاسكان بأحدي المحافظات لكى يحاول الحصول على شقه فى احد تجمعات اسكان الشباب التابعه للوزاره ...حينما حاول الموظف اقناعه ان هناك مقدم متواضع للغايه وهو مبلغ 40 الف جنيه كما ان هناك قسط شهرى حوالى 2000 جنيه كما ان يسبق ذلك كله مبلغ ادارى ودى على هيئة مظروف يجب ان يدسه هذا الشاب فى احد ادراج مكتب الموظف المحترم ..حاول الشاب الطموح ان يرد بلسانه فخرج الرد ابلغ من انفه ...لم يقتنع السيد الموظف المحترم ... بهذا الرد اما السيد الوزير ... فقد غادر على الفور
الفصل الرابع .. بطولة السيد وزير الاعلام وهو فى هيئة رجل عادى فى منتصف عقده الخامس يجلس على احد مقاهى حى السيده زينب مستمعا الى رأى الساده الجالسين حوله فى ما يقدمه التليفزيون المصرى فى رمضان من برامج ومسلسلات ومحاولة ربط احدهم بين ما يقدمه تلفزيون الدوله من برامج وبين خطة الدوله لتنظيم الاسره ...اضاف هذا الرجل ان الدوله اصبحت تعتمد على تقديم مثل هذه البرامج من اجل القضاء على العنصر الذكورى فى الشعب بتقديم هذه البرامج حتى يعجز النساء عن الانجاب بعد فقد الذكور لقواهم ال... العقليه .. بلاش التانيه
الفصل الخامس والاخير تدور احداثه فى احد اقسام الشرطه فى ساعه متأخره بعد منتصف الليل حيث يدخل السيد وزير الداخليه فى هيئة امرأه عجوز تصرخ وتولول امام الضابط النوبتجى الذى لم يكلف نفسه عناء انزال قدمه من وجهها ..كانت السيده تصرخ وتخبر الضابط ان هناك لصا اقتحم منزلها لسرقة مصوغاتها ومدخراتها وعندما قاومت حاول الاعتداء على بناتها القصر وقام بطردها من المنزل ...اعتدل الضابط المحترم اخيرا واخبر السيده بهدوء ان عليها ان تعود الى هذا اللص وتخبره ان عليه ان ينتظر حتى التاسعه صباحا لحين حضور السيد معاون مباحث القسم لاتخاذ الاجراء اللازم ..وانه لايملك ما يساعدها به سوى تحرير محضر !!!لطم السيد الوزير على وجهه ولعن ابو القسم والضباط اللى فيه فقام الضابط المحترم بأمر احد المخبرين بحمله الى الحجز لحين تحرير محضر بحقه لاهانته للسلطات
كانت روايه فى منتهى الروعه ... كنت فخورا بها للغايه اذكر اننى اسميتها الكوميديا الوزاريه .. بالطبع قبل ان امزقها والقيها فى الزباله
شكلها باظت
انظر حولك
د. خالد عزب